ليس الجميع محظوظين بما فيه
الكفاية للحصول على الوظيفة التي يحلمون بها .. ولكن عدم الحصول عليها ليس بسبب ”
الحظ ” فقط ..
ففي عالمنا العربي أسباب أكبر وأهم بكثير من وجود الحظ أو عدمه
..الأسباب التي تجعلك رغم أنفك تعمل بوظيفة لم تحلم بها يوماً ولم تدرسها بل
وأحياناً تكون من أشد الكارهين لها ..
ومع كل هذا أنت معرض للخطر في كل يوم وكل لحظة ..
هنا سنستعرض لكم الوظائف الأكثر خطراً في العالم العربي ..
- أفراد الأمن
بفضل ثورات الربيع العربي إتضح
ان هؤلاء يستحقون المرتبة الأولى في الوظائف الأكثر خطراً في العالم العربي ،
نظراً لما يواجههم من عنف سواء كان من قبل مرؤوسيهم وذلك بتعنيفهم بشتى الوسائل
للوصول إلى ما يريدوه ، أو إحتقارهم بل والتعامل معهم بمنتهى الظلم والغوغائية من
قبل بعض الشباب الثائر الذي لا يعلم على ماذا هو ثائر !
خطر هذه الوظيفة على من يعمل بها لا على من حوله ، فجهله وعقليته
البسيطة أحالته لهذا الحال الذي نراهم عليه ،ولكن لا أحد فكّر انهم مجرد
ضحايا للفقر بكل أشكاله .. فقراء علم ومعرفة ، فقراء فهم ، فقراء مال ، فقراء طعام
..
وفقرهم هذا إستغله الكثير كأداة لترويضهم وإخضاعهم لمصالحه وقناعاته
،فصارت أقصى أحلامهم تتخلص في قطعة خبز ورقم زهيد من المال ..
فرفقاً بهم !
- مدراء الشركات الكبرى
مدراء الشركات الكبرى لم يكونوا
يوماً في خطر ، فخطر الخسارة أمر طبيعي قد اعتادوا تجنبه بحكم خبرتهم على مدار
الأعوام التي عملوا بها ، ولكن الخطر الأكبر هو ان السوق والحالة الاقتصادية عموما
في العديد من الدول العربية – خاصة الثـورية – مزرية ، وشاء أم أبى هو معرض لأن
يغلق أبواب شركته للأبد بين ليلة وضحاها ..
وفي وقت كهذا على كل مدير أن يتحصن بالتأني ولا يتعجّل في قراراته
،ولابد أن يصبح هدفه في هذه المرحلة ” الإستمرار” ولا غيره ..
فالإستمرار حاليا مهمة صعبة أمامها يفشل الكثيرون !
- المصور الصحفي
رقم زهيد يتقاضاه مقابل صور قد
تكلفه عمره ، هذا ببساطة هو عمل المصور الصحفي ، يتنقل بين الحوادث بإختلافها
لينتقي صور حصرية للجريدة التي يعمل بها ، ينتقي من المناظر أبشعها ، لا يأبه
لتأثيرها النفسي عليه بقدر ما يهتم بنجاحه ونقل الصـورة اليك كـاملة ، وإثبــات
جدارته الوظيفية ولمعان إسمه في مجال الصحافة ، و في الأخير يتقاضى مبلغاً قد لا
يكفي لقوت يومه ..
وقد يعيش ويموت مغموراً لا أحد يعلم من يكون ، وهذا في كثير من
الأحيان ليس دليلاً على الفشل ، بالعكس فقد يكون محترف وناجح في عمله لكن هكذا نحن
العرب حاليـاً كل الأمور مختلطة علينا ، إختلطت علينا الأمور والأحجام والمقاييس ..
فلا تتعجب إن ظهر الإسفاف ولمع في كل مكـان ، بينما هناك أشياءً أخرى
أهم وأحق وأولى بهذه المكانة ..
ومع ذلك ، الحياة مازالت تمضي !
- المراسل
لا يقل خطراً عن المصور الصحفي
فكلاهما في النار ذاتها يتقلبان ولكن الفرق هنا ؛ في نوعية الخطر الذي يقابل كل
منهما ..
فالأول قد يصاب أثناء تصويره لحدث ما وقد يقتل ، أما الآخر :
فقد يخرج من تغطية الحدث سليمـاً معافى لم تجرح فيه قدر أنملة ، ثم تصطاده
المخالب التي لم يرضيها كشف ما قد كشفه وما أكثرها الآن ..
قد يختفي إلى أن يتخطى أثره أحد ما فيتعثر بجثمانه هنا أو هناك ، أو
ربما يصادفه في سجن ما او معتقل !
- المعلم
نعم المعلم ! تخيل ان مهنة راقية
كهذه تصنف تحت أخطر الوظائف في العالم العربي ؟!!!
فيومياً أصبح هذا الخبر لازمة وشيء هام لا يمكن أن تبدأ يومك بدونه
.. وهو خبر أن طالب ما في بلد عربي مــا قام بصفع مدرسه على وجهه .. وربما قتله
كذلك!
ربما لأنه طلب منه الإنتباه للدرس ، وربما أنه عاقبه على شيء ما ، لا
يهم السبب ، ولكن كيف نصل لحال كهذه التي وصلنا لها؟!
حين تصبح وظيفة كهذه من الوظائف الخطرة فثمة شيء غريب يحدث علينا
الإنتباه له ؟!
علينا البحث عن سبب المشكلة والبحث لا يعني مناقشتها في فيلم بطريقة
ساخرة تُلهم الطالب المزيد من الأفكار والطرق للتطاول علي مدرسيه !
إنها مصيبة وكارثة .. فسحقاً لكل من يقدم أمراً كهذا تحت مسمى الفن !
وأخيراً ؛ هذه الوظائف لم تكن خطرة يوماً ولكن نحن بأفعالنا
ومفاهيمنا الخاطئة أبدلنا كل شيء وقلبنا الحقائق رأساً على عقب ..
فما يستحق التقدير تجاهلناه وما
هو تافه ركضنا خلفه بغباء خالص !